عدد ركعات قيام الليل
يتحقق قيام الليل ولو بركعتين؛ قال ابن عباس في تفسير قوله - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾ [الفرقان: 64]، قال: مَن صلى ركعتين أو أكثر بعد العِشاء، فقد بات لله ساجدًا أو قائمًا[1].
وعن فَضالة بن عبيد وتميمٍ الداريِّ - رضي
الله عنهما - عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من قرأ عَشْرَ
آيات في ليلة كُتِب له قنطار، والقِنطار خيرٌ من الدنيا وما فيها، فإذا كان
يوم القيامة يقول ربك - عز وجل -: اقرأ وارقَ بكل آية درجة، حتى ينتهي إلى
آخرِ آية معه، يقول الله - عز وجل - للعبد: اقبِضْ، فيقول العبد بيده: يا
ربِّ، أنتَ أعلَمُ، يقول: بهذه الخُلدَ، وبهذه النَّعيمَ))[2].
وعن أبي سعيد الخدريِّ - رضي الله عنه -
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أيقظ الرجلُ أهلَه من
الليل، فصلَّيَا ركعتين جميعًا، كُتِبا في الذَّاكرين والذَّاكرات))[3].
ولهذا حثَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - الرجلَ على إيقاظ زوجتِه، والزوجةَ على إيقاظ زوجِها للقيام،
ودعا لمن يوقظُ الآخر بالرحمةِ؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((رحِم الله رجلاً قام من الليل فصلَّى
وأيقَظ امرأته، فإن أبَتْ نضَح في وجهها الماءَ، ورحم الله امرأةً قامت من
الليل فصلَّتْ وأيقظَت زوجها، فإن أبى نضَحَتْ في وجهه الماءَ))[4].
[1] تفسير القرطبي (13 /72).
[2]
قال الهيثمي في المجمع (2 /267): رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيه
إسماعيل بن عيَّاش، ولكنه من روايته عن الشاميين، وهي مقبولة؛ اهـ.
قلت: قبِلها أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والنسائي، وغيرهم، كما ذكر ذلك الحافظُ في التهذيب (1 /321)، وبهذا يكون الحديثُ حسَنًا.
[3] رواه أبو داود (2 /33) بإسناد صحيح.
[4] رواه أبو داود (2 /32) بإسناد صحيح.
إرسال تعليق