الحديث مع النساء الأجنبيات – غير المحارم – إما أن يكون لحاجة ، وإما أن يكون لغير حاجة :
فأما إن كان لغير حاجة وحصل معه التلذذ بسماع صوت المرأة أو خضعت هي
بالقول: فهذا محرم، وهو من زنى اللسان والأذن الذي أخبر عنه النبي صلى الله
عليه وسلم : ( كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة :
فالعينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الاستماع ، واللسان زناه الكلام ،
واليد زناها البطش ، والرجل زناها الخطا ، والقلب يهوى ويتمنى ، ويصدق ذلك
الفرج ويكذبه ) رواه مسلم بهذا اللفظ
أما إذا وجدت الحاجة للحديث مع المرأة فالأصل فيه الجواز ، ولكن ينبغي مراعاة الآداب الآتية :
1- الاقتصار على قدر الحاجة من الحديث ، مما يتعلق بالشأن المهم المقصود ، من غير توسع ولا تشعب في أطراف المواضيع .
2- تجنب المزاح والضحك ، فليس ذلك من شيم الأدب ولا من المروءة .
3- تجنب تحديق النظر ، والحرص الدائم على غض البصر قدر ما أمكن ، وإن وقع النظر قليلا لغرض المحادثة فلا حرج إن شاء الله تعالى .
4- عدم الخضوع بالقول من كلا الطرفين ، وذلك بعدم تكلف ترقيق الصوت ، أو
تلطيف الخطاب ، وعليهما استعمال النبرة الطبيعية لكل متحدث ، فقد قال الله
تعالى مخاطبا أمهات المؤمنين: ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض
وقلن قولا معروفا ) الأحزاب/32.
5- تجنب استعمال أي لفظ فيه بعض المعاني أو الإشارات الغرامية ، أو
الألفاظ التي تعد من خصوصيات كلا الجنسين : الذكور والإناث ، ونحو ذلك .
6- ترك المبالغة في أساليب التأثير في المخاطب ، فبعض الناس يستعمل
قدراته في التواصل مع الآخرين من خلال حركات اليد ، أو الوجه ، أو استحضار
الأشعار والأمثال أو العبارات العاطفية ، وذلك باب يفتحه الشيطان للتعلق
المحرم بين الجنسين .
إرسال تعليق