– هل يكرر العيادة ؟ اختار بعض العلماء أنه لا يعوده كل يوم حتى لا يثقل
عليه , والصواب أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال , فبعض الناس يستأنس بهم
المريض ويشق عليه عدم رؤيتهم كل يوم , فهؤلاء يسن لهم المواصلة ما لم
يعلموا من حال المريض أنه يكره ذلك .
– لا يطيل الجلوس عند المريض : ينبغي أن لا يطيل الجلوس عند المريض ,
بل تكون الزيارة خفيفة حتى لا يشق عليه , أو يشق على أهله ، فإن المريض قد
تمر به حالات أو أوقات يتألم فيها من المرض ، أو يفعل ما لا يحب أن يطلع
عليه أحد , فإطالة الجلوس عنده يوقعه في الحرج .
إلا أنه يعمل في ذلك بقرائن الأحوال , فقد يحب المريض من بعض الناس طول الجلوس عنده .
– وقت الزيارة : وأما وقت الزيارة , فلم يرد في السنة ما يدل على
تخصيصها بوقت معين , قال ابن القيم : لم يخص صلى الله عليه وسلم يوما من
الأيام , ولا وقتا من الأوقات بعيادة , بل شرع لأمته ذلك ليلا ونهارا , وفي
سائر الأوقات اهـ .
وكان بعض السلف يعود المريض في أول النهار أو أول المساء حتى تصلي عليه
الملائكة وقتا أطول , عملا بالحديث المتقدم : ( ما من مسلم يعود مسلما غدوة
إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي , وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون
ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة ) .
لكن يجب مراعاة حال المريض والأرفق به ، فلا ينبغي للزائر أن يختار
الوقت الأنسب له ، ولو كان في ذلك مشقة على المريض أو على أهله ، ويمكن
تنسيق ذلك بالاتفاق مع المريض نفسه أو أهله . وقد تتسبب كثرة زيارات الناس
للمرضى وعدم مراعاتهم تخفيفها واختيار الوقت المناسب لها في زيادة المرض
على المريض .
– الدعاء للمريض : وينبغي أن يدعو للمريض بما ثبت في السنة : ( لا بأس ،
طهور إن شاء الله ) رواه البخاري . ويدعو له بالشفاء ثلاثا , فقد عاد
النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص وقال : ( اللهم اشف سعدا ، ثلاثا
) متفق عليه . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمسح بيده اليمنى على المريض
ويقول : ( أذهب الباس رب الناس , واشف أنت الشافي , لا شفاء إلا شفاؤك
شفاء لا يغادر سقما ) رواه مسلم . ولأحمد وأبي داود أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : ( من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرار : أسأل
الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض ) صححه
الألباني .
وينبغي أن يسأله عن حاله : كيف حالك ؟ كيف تجدك ؟ ونحو ذلك . فقد ثبت
ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الترمذي وحسنه الألباني .
وينفس له في الأجل …..فينبغي أن يهون عليه ما يجد ، ويبشره بحصول الشفاء والعافية إن شاء الله تعالى , فإن ذلك يطيب نفس المريض .
إرسال تعليق