من الأسباب المعينة على قيام الليل
اعتقاد العبد واستشعاره أن الله يدعوه إليه
الأسباب
الميسرة لقيام الليل كثيرة والأمور المحفزة له عديدة؛ نذكر منها - على سبيل
المثال - أن يعتقد العبد ويستشعر أن الله تبارك وتعالى يدعوه لقيام الليل:
فإذا استشعر العبد وهو المخلوق الضعيف، أن ربه الكبير خالقه ومولاه يعرفه ويدعوه للقيام بين يديه وهو سبحانه الغني عن طاعة الناس جميعًا كان ذلك أدعى للاستجابة، عندما يسمع أو يقرأ قوله تعالى: ﴿ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 2، 4] .
أو قوله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّ
رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ
وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ
يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ
عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ
سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ
يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا
الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا
لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا
وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [المزمل: 20] .
قال سعد بن هشام بن عامر للسيدة الجليلة الحصينة العفيفة الكريمة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ألست تقرأ ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴾ قلت: بلى، فقالت: إن الله عز وجل افترض قيام الليل في أول هذه السورة فقام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولًا، حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرًا في السماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف، فصار قيام الليل تطوعًا بعد فريضة. رواه مسلم والبيهقي في الكبرى.
إرسال تعليق