كثر في الآونة الأخيرة التفاخر والغلو في المناسبات سواء في الأفراح والأحزان
وتنفق مئات الآلاف على تلك المناسبات من أجل ساعتين من الفرح أو يومين من العزاء ..
وكتير من هذا سببه التنافس على الدنيا ..
والغيرة من بعضنا البعض ..
في الوقت الذي يحتاج فيه كثير من الفقراء إلى ما يسد حاجاتهم الأساسية الضرورية ..
أحياناً ينشأ لدى الإنسان رغبة في التفاخر لإظهار ما عنده : بيته ، أثاث
بيته ، ثريات بيته ، سجاده ، مركبته ، أمواله ، رحلاته ، حفلة زواجه ،
هداياه ، ملابسه ، مجوهراته ..
هذه الرغبة غير مشروعة ، لأن الله تعالى وصف قارون بأنه خرج على قومه بزينته ، فقال تعالى :
{ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ
الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ
لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }
ثم قال تعالى :
{ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ }
يقول سيدنا علي رضي الله عنه :
( في آخر الزمان ، قيمة المرء متاعه )
يستمد الإنسان اليوم قيمته الاجتماعية من مساحة بيته ، ومن ثمن بيته ، ومن
موقع بيته ، ومن أناقة بيته ، ومن نوع سيارته ، ومن ماركة ثيابه ، ومن حجم
ماله ..
أما القِيَم فهي للأسف منعدمة .
وقد حذرنا الله ورسوله من التنافس والتفاخر في الدنيا
فقال تعالى { تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا
يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ }
وقال رسول الله ﷺ :
"فوَاللهِ مَا الفَقْرَ
أَخْشَى عليكُمْ ولكنِّي أَخْشَى أن تُبْسَطَ الدُّنْيا عليكُمْ كما
بُسِطَتْ على مَنْ كَانَ قبلَكُم ، فَتَنافَسُوها كَما تَنافَسُوها ،
فتُهْلِكَكُمْ كما أهلَكَتْهُم" متّفَقُ عَليهِ
إرسال تعليق