“أما الجنة فدار الجزاء يوم القيامة لمن آمن وعمل الصالحات ، فيها من
النعيم ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين ، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر ، يتمتع بها من دخلها متاعا حقيقيا حسيا وروحيا ويحيون
فيها حياة أبدية ، فلا فناء ولا خروج منها ولا انقطاع لنعيمها ولا نغص ولا
كدر بالنصوص القطعية وإجماع أهل العلم والإيمان ، قال الله تعالى : ( مثل
الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى
الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار ) . وقال تعالى : ( إن المتقين في جنات
وعيون * ادخلوها بسلام آمنين * ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر
متقابلين لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين ) . وقال تعالى : ( هذا
ذكر وإن للمتقين لحسن مآب * جنات عدن مفتحة لهم الأبواب * متكئين فيها
يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب * وعندهم قاصرات الطرف أتراب * هذا ما
توعدون ليوم الحساب * إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ) . وقال تعالى : (
الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين * يا عباد لا خوف عليكم اليوم
ولا أنتم تحزنون الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين * ادخلوا الجنة أنتم
وأزواجكم تحبرون * يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس
وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون * وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم
تعملون * لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون ) . . .
وثبت في السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ينادي مناد -يعني في
أهل الجنة- : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تحيوا فلا
تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا
تبأسوا أبدا ) رواه مسلم . وثبت أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( يجاء بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح إلى أن قال : فيؤمر به فيذبح ،
ثم يقال : يا أهل الجنة ، خلود فلا موت ، ويا أهل النار ، خلود فلا موت )
رواه مسلم في صحيحه . ” .
إرسال تعليق