قوله : ( ما شيء ) أي ثوابه أو صحيفته أو عينه المجسد ( من خلق حسن ) فإنه تعالى يحبه ويرضى عن صاحبه ( فإن الله يبغض ) وفي نسخة ليبغض ( الفاحش ) الذي يتكلم بما يكره سماعه أو من يرسل لسانه بما لا ينبغي ( البذيء ) قال المنذري في الترغيب : البذي بالذال المعجمة من البذاء ممدودا هو المتكلم بالفحش وروي الكلام ، وقال في النهاية : البذاء بالمد الفحش في القول ، بذا يبذو وأبذى يبذي فهو بذي اللسان ، وقد يقال بالهمز وليس بالكثير انتهى ، قال [ ص: 119 ] القاري ومن المقرر أن كل ما يكون مبغوضا لله ليس له وزن وقدر كما أن كل ما يكون محبوبا له يكون عنده عظيما ، قال تعالى في حق الكفار فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا وفي الحديث المشهور : كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ، وبهذا تمت المقابلة بين القرينتين انتهى .
قوله : ( وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة وأنس وأسامة بن شريك ) أما حديث عائشة فأخرجه أبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم ، وقال صحيح على شرطهما ، ولفظه إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ، وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي في هذا الباب ، وأما حديث أنس فأخرجه ابن أبي الدنيا والطبراني والبزار وأبي يعلى بإسناد جيد رواته ثقات ، ولفظ أبي يعلى قال : لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال : يا أبا ذر ، ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما ، قال بلى يا رسول الله قال : عليك بحسن الخلق وطول الصمت ، فوالذي نفسي بيده ما عمل الخلائق بمثلهما ، وله حديث آخر ذكره المنذري في الترغيب ، وأما حديث أسامة بن شريك فأخرجه الطبراني وابن حبان في صحيحه ، قال المنذري : رواة الطبراني محتج بهم في الصحيح انتهى .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه ابن حبان في صحيحه ، وأخرجه أبو داود ، لكن اقتصر على الجملة الأولى كذا في الترغيب .
إرسال تعليق
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.