لبعض
سور وآيات القرآن الكريم آثار جليلة، وفوائد عظيمة، ومن هذه السور سورة
الإخلاص، وسورتا الفلق والناس؛ وهما المعروفتان بالمعوذتين، وهاتان
السورتان الأخيرتان فيهما شفاء من عين الإنسان والجان؛ فقد روى الترمذي
-وقال الألباني: صحيح- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنَ الجَانِّ وَعَيْنِ
الإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتِ المُعَوِّذَتَانِ، فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ
بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا".
والعين -أي الحسد- حقٌّ، ويمكن أن تُحْدِث المرض في الإنسان؛
وقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم قَالَ: "العَيْنُ حَقٌّ".
وعلى سبيل الوقاية والعلاج معًا كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقرأ المعوذتين كل ليلة قبل أن ينام، وكان يضمُّ إليهما سورة الإخلاص،
وكانت له كيفية معينة في تلاوة هذه السور؛ فقد روى البخاري عَنْ يُونُسَ،
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي
الله عنها قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَوَى
إِلَى فِرَاشِهِ، نَفَثَ فِي كَفَّيْهِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ
وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَمَا
بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ". قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها:
"فَلَمَّا اشْتَكَى كَانَ يَأْمُرُنِي أَنْ أَفْعَلَ ذَلِكَ بِهِ". قَالَ
يُونُسُ: كُنْتُ أَرَى ابْنَ شِهَابٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ إِذَا أَتَى إِلَى
فِرَاشِهِ.
فهذه سُنَّة جميلة حرص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في
حياته إلى الدرجة التي أمر فيها زوجه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن
تفعل ذلك له عندما لم يقدر عليه لمرضه، فلْنحرص على هذه السُّنَّة كل ليلة
قبل نومنا.
ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].
إرسال تعليق