الأذكار والتسبيح في الركوع
• التسبيح هو التنزيه، والله عز وجل يُنَزَّه عن ثلاثة أشياء:
1- يُنَزَّه عن صفات النقص.
2- يُنَزَّه عن النقص في صفات الكمال.
3- يُنَزَّه عن مماثلة المخلوقين.
والعظيم: أي في ذاته وصفاته، فيكون الراكع جامعاً بين التعظيم الفعلي والقولي.
• ويدل على مشروعية هذا الذكر في الركوع:
1- حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأما الركوع فعَظِّموا فيه الرب" رواه مسلم.
2-
حديث حذيفة قال: " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقول في
ركوعه: سبحان ربي العظيم، وفي سجوده: سبحان ربي الأعلى " رواه مسلم.
• وهل الأفضل أن يزيد معها (وبحمده)؟
المذهب: أن الأفضل الاقتصار على سبحان ربي العظيم بدون (وبحمده)، لحديث ابن عباس السابق.
والقول الراجح والله أعلم: أن الأفضل أن
يقولها تارة ويتركها تارة لورود السنة بها كما في حديث عقبة بن عامر عند
أبي داود والدارقطني وصححهما الألباني، وكذلك في السجود يأتي بها تارة مع
"سبحان ربي الأعلى" ويتركها تارة، وهل الأفضل أن يكثر من عدد التسبيحات؟
الواجب من ذلك واحدة وإن قال (سبحان ربي
العظيم) ثلاثاً فهذا من السنة ويشرع له الزيادة لحديث (وأما الركوع فعظموا
فيه الرب) رواه مسلم عن ابن عباس، وهل هناك عدد معين لأعلى الكمال في عدد
التسبيحات؟
المذهب:
أن أدنى الكمال ثلاث مرات وأعلاه عشر مرات، واستدلوا بحديث ابن مسعود
مرفوعاً " إذا ركع أحدكم فقال في ركوعه: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات فقد
تمَّ ركوعه وذلك أدناه " والحديث رواه أبو داود والترمذي وهو حديث مرسل عون
رواه عن ابن مسعود وهو لم يلقه، قال الترمذي: " إسناده ليس بمتصل ".
واستدلوا بفعل عمر بن عبد العزيز أنه سبح عشر مرات في ركوعه وسجوده كما عند أحمد وأبي داود.
والقول الراجح والله أعلم: أنه لا حد
لتقييد أعلى الكمال بعدد معين بل ينبغي للإمام أن يطول الركوع بقدر تطويل
القراءة فإذا أطال قراءته أطال ركوعه مالم يشق على المأمومين، فإذا صلى
لوحده منفرداً فليطول ما شاء، لحديث البراء المتفق عليه قال: " قد رمقت
محمداً صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فوجدت قيامه، فركعته، فاعتداله بعد
ركوعه، فسجدته، فجلسته ما بين السجدتين فسجدته، فجلسته ما بين التسليم
والانصراف، قريباً من السواء ".
•
قال الشوكاني: " ولا دليل على تقيد الكمال بعددٍ معلوم، بل ينبغي
الاستكثار من التسبيح على مقدار تطويل الصلاة من غير تقيِّد بعدد ".
وقال أيضاً في نيل الأوطار 2/248:
" والأصح: أن المنفرد يزيد في التسبيح ما
أراد، وكلما زاد كان أولى، والأحاديث الصحيحة في تطويله صلى الله عليه وسلم
ناطقة بهذا، وكذلك الإمام إذا كان المؤتمون لا يتأذون بالتطويل ".
• يستثنى من ذلك صلاة الكسوف فإنه يشرع فيها التطويل في الركوع كما سيأتي بإذن الله وكذلك قيام الليل.
• أذكار أخرى مشروعة في الركوع:
هناك أذكار أخرى مشروعة تقال أثناء الركوع بالإضافة إلى (سبحان ربي العظيم) وهي:
أ- " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي " متفق عليه عن عائشة.
ب- " سُبوح قدوس، رب الملائكة والروح " رواه مسلم عن عائشة.
ج- "
اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، وخشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي
" رواه مسلم عن علي. " وسبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة "
رواه أحمد أبو داود والنسائي عن عوف بن مالك.
مستلة من الفقه الواضح في المذهب والقول الراجح على متن زاد المستقنع (كتاب الصلاة)
إرسال تعليق